موسم الامطار بنواكشوط: غياب للصرف الصحي ...ومدينة عائمة ؟!

ثلاثاء, 06/27/2017 - 15:45

خاص ـ أنباء أطلس: عرفت العاصمة نواكشوط اليوم  تساقطات مطرية وصلت في اقصاها 32 مم بمقاطعة عرفات ومع أنها تعتبر تساقطات ضعيفة فقد كانت كافية لتربك المشهد العام للحركة في العاصمة.

 

وهكذا فقد تحولت الشوارع إلى بحيرات ومستنقعات يصعب معها التحرك حتى بالسيارات التي عادة ما يشتكي أصحابها من إفساد مياه الأمطار لمحركاتها،كما سدت المياه الطرق والمنافذ للكثير من الإدارات والأسواق والأماكن الهامة بالعاصمة .

ولا تقف الصعوبات عند ذاك فحسب بل وتتسبب تلك البرك والمستنقعات في تلويث المدينة بالباعوض والروائح الكريهة وتشل حركة المرور فيها حتى في الممرات والزوايا الضيقة .

وتعد الحكومة بالبدء في إنشاء شبكة صرف صحي عصرية  على ان تنتهي في العام المقبل من طرف شركة صينية.ير منها عب

في التحقيق التالي نظرة على واقع الامطار بالعاصمة .. والصرف الصحي المرتقب.

 

صورة مخجلة.. لعاصمة عائمة

خلال تجوالنا يوم المطر لاحظنا صورا مخجلة حيث ملتقيات الطرق إلى برك مائية لتسبح فيها السيارات حتى في وسط العاصمة باتت الطريق وعرة بسبب المياه ،أما في الشوارع  غير المعبدة فالصور أكثر قتامة حيث المستنقعات في كل مكان وتقطع كل الطرق والزوايا، وبسبب غياب الأرصفة يتعذر السير جنب الطرقات الهامة أو توقف السيارات لنزول الركاب.

وقد رصدنا صورا عديدة أخرى سيئة لمظهر العاصمة يوم المطر فهؤلاء مارة يضعون أحجارا وسط المستنقعات الصغيرة للمرور من فوقها وهؤلاء يبحثون عن عربة حمار تمخر بهم عباب بركة وهؤلاء تعطلت بهم سيارة بعد اجتياز مستنقع أو بركة في احد أحياء العاصمة الراقية. كما لا حظنا صعوبة كبيرة في توفر وسائل النقل خاصة سيارات الأجرة

 

مواطنون متذمرون .. وواقع صعب

 

سألنا بعض المواطنين عن وضعية الإمطار وآمالهم من الصرف الصحي فكانت إجاباتهم على النحو التالي:

أحمد سائق سيارة أجرة يقول الأمطار المفروض أن تكون نعمة ولكنها بالعاصمة انواكشوط تعتبر نقمة حيث تصعب الحركية على الجميع ،وقد يطن البعض أننا في سيارة الأجرة نجني الكثير من الفلوس ولكن العكس هو الواقع حيث أننا يصعب علينا العمل بفعل الكثير من المستنقعات والبرك المائية التي تخلفها الامطار في العاصمة.كما أن الكثير من الناس لايتحرك الا يومين اوثلاثة بعده ،كما ان الامطار تمنع بعض الاتجاهات كمقاطعتي السبخة والميناء ووسط العاصمة في الساعات الأولى "قرب العيادة المجمعة والسوق الكبير" ومن الأمور المتعبة هي كثرة الإعطاب التي تسببها مياه الأمطار للسيارات خاصة في المحرك والأضواء مع قلة المرآبات المفتوحة في الإبان.والصرف الصحي "كذبة كبيرة".

الباعة المتجولون تتعبهم المطار بحسب شهادة سيدي حيث يقول سيدي قد نقضي أياما دون عمل بسبب انتظار جفاف الممرات في الأسواق والأرصفة حيث أنها هي أماكن عملنا  الرئيسية بالعاصمة ولا نعتقد أن الحكومة فعلا جادة في بناء صرف صحي.

أما بعض سكان المنازل الهشة فشكوا لنا من أنهم غرقوا بسبب رداءة سقوف بيوتهم تقول أمنة ربة أسرة لم نشعر الا والمياه تنزل من السقف بغزارة لتبلل أمتعتنا وما هي إلا ساعة حتى غرقنا وكان لزاما علينا البحث عن مكان لدى الجيران لنؤوي إليه، وفي الصباح عدنا لنجد البيوت بركا وحائطانا كذلك. وطبعا الدولة لا تعلم بنا ولا تسأل عنا علما بأن أكثر من نصف المنال بالعاصمة هشة .

المارة بدورهم معذبون حيث يقول بعضهم مريم والمختار وزينب شكوا لنا صعوبة الحصول على سيارة اجرة للنقل اولا وثانيا يقولون أن كثرة البرك والمستنقعات خاصة على جوانب الطرق وزحمة المرور وسد المنافذ الى الادارات العمومية والاسواق وصعوبة عبورها خاصة على النساء اللاتي لا يستطعن رفع ثيابهن للسباحة في المياه عكس الرجال كلها أمور متعبة في مطر انواكشوط.

زينب ولاله بائعات بسوق الخضار أكدن أنهن يضطررن في كثير من الأحيان للعبور على عربات حمير للوصول إلى مكان عملهن بسوق الميناء حيث لا تستطيع السيارات عبور تلك البرك المائية الكثيرة وأضفن عندما تتهاطل الأمطار تقل حركة السيارات وتصبح الوسيلة الوحيدة للتنقل حتى بين المنازل في بعض الأحيان هي عربات الحمير .. إن الأمطار في نواكشوط كارثية ويجب على الدولة التصدي لهذا الوضع الخطير- حسب رأيهن الصرف والصحي لن يتم .

سليمان طبيب قال إن سقوط الأمطار في نواكشوط إضافة لما يخلفه من عرقلة المرور وسوء النظر بالعاصمة حيث المستنقعات والبرك المائية فغن يتسبب الكثير من الأمراض كالملاريا والحساسية وأمراض الجلد نظرا لكثرة الروائح الكريهة والباب الناقل للجراثيم وتعفن المياه واختلاطها بالقمامة بالعاصمة والصرف الصحي أعتقد أنه وعد انتخابي كاذب.

 

إحصاءات  هامة

الصرف الصحي يمتلك 30 صهريج  و100 ماكينة سحب للمياه "بومب"

80 بالمئة من العاصمة لا تصله شبكة الصرف الصحي القديمة

تكاليف شبكة الصرف الصحي الجديدة 199 مليون دولار أي 10 مليارات اوقية

الشبكة الجديدة 100 كلم "طور الانشاء للمجاري"

الشبكة الكاملة لها 400 كلم

مساحة العاصة 400 كلم مربع

شبكة صرف مياه الامطار طولها 54 كلم

شبكة صرف المجاري  طولها 300 كلم

21 نقطة هي التي تتجمع بها المياه في العاصمة

 

مواجهة الأمطار ..بوسائل بدائية

 

في انتظار إنشاء شبكة الصرف الصحي الجديدة بالعاصمة المتوقع انتهاؤها بعد 42 شهرا.

يقوم مكتب الصرف الصحي بمواجهة مياه الامطارعبر تشغيل الشبكة القديمة في مقاطعتي لكصر وتفرغ زينه واستخدام 30 صهريجا مع ماكينات في 12 نقطة لتدمع المياه بالعاصمة انواكشوط.

كما يقوم بربط 21 ملتقى طرق موجودة في وسط المدينة بشبكة الصرف الصحي القديمة لأنها تمثل نقاط ركود المياه المطرية وتعزيز قدرات المكتب باقتناء عدد مهم من شاحنات شفط مياه المجاري ومن المضخات "الشاحنات المائية المنظفة للمراحيض" .

وتعاني مناطق بوسط العاصمة في غير موسم الأمطار من طفح المجاري الذي يخلف بركا من مياه الصرف الصحي تلوث البيئة وتضر بالصحة "بغداد ، سوكوجيم سيتى بلاج" ، ولم يساهم تدشين مياه آفطوط في التخفيف من المشكل بقدر ما أدى إلى إغراق شوارع في بعض أحياء المدينة بسبب قوة الضخ وتلف أنابيب الشبكة .

ويقول المتابعون إن فوضوية بناء العاصمة نواكشوط وضعف مستوى التحضر والارتجالية في بنائها وتسارع وتيرة نموها الديمغرافي وغياب خطط تنموية حقيقية للبنية التحتية بالمدينة وضعف الوعي لدى ساكنيها ولدى المسؤولين كانت من أهم أسباب غياب بناء شبكة صرف صحي عصرية.

 

اتفاقية للصرف الصحي

 

وقع وزير المياه والصرف الصحي (سابقا) محمد الامين ولد آبي في فبراير 2010 والسيدة ماينغ ينغ  المديرة المساعدة لشركة جزوبا كروب انترناشيونال كوبوريشن الصينية على اتفاقية تتولى بموجبها الشركة الصينية المتخصصة في الاشغال تنفيذ المرحلة الاولى من مخطط الصرف الصحي لمدينة نواكشوط.

وسيتم تنفيذ المرحلة الاولى من المخطط الممولة في اطار التعاون بين موريتانيا والصين بغلاف مالي قدره 199 مليون دولار ويغطي الجزأ الاول من المشروع اربع مقاطعات من العاصمة هي (تفرغ زينه، لكصر، الميناء والسبخه ) وقد تم اختيارهما وفقا للحاجة الملحة لخدمات الصرف الصحي بعد ا ن ادت الامطار التي تهاطلت في الصيف الماضي الي خسائر كبيرة في تلك المناطق.

وكان التوسع العمراني الفوضوي للعاصمة الموريتانية قد حرم احياء كثيرة من الخدمات الاساسية للماء والكهرباء والصرف الصحي وتأمل الحكومة الموريتانية ان تستكمل خدمة الصرف الصحي لكامل احياء العاصمة خلال خمس سنوات ضمن مشروع لاعادة المخطط العمراني لمدينة يعيش بها اليوم ثلث سكان موريتانيا.

 

رأي فني:صعوبات في طريق الصرف الصحي.

ستعترض مشروع الصرف الصحي المزمع انجازه مشاكل كثيرة بحسب مهندس الأشغال المدنية سيداحمد ومن أهمها :

صلابة التربة في الكثير من نواحي العاصمة وصعوبة حفرها وربها من منسوب مياه البحر

وجود مرتفعات من الرمل في مقاطعات العاصمة يصعب معها تسوية مجاري الصرف الصحي

فوضوية البناء في العاصمة التي ستحتم مرور مجاري الصرف الصحي وإطالتها بسبب البنيان والشق العشوائي للطرق وبناء الاسواق

صعوبات تتعلق بتوفير الكادر البشري المسؤول عن تشغيل وصيانة شبكة الصرف الصحي الحديثة بعد بنائها خاصة الحرص على عدم سد قنوات المجاري بسبب وسخ الشوارع .

 

لمحة  عن العاصمة انواكشوط

تأسست انواكشوط سنة195في 5 مارس 1958 وتقع على ساحل المحيط الأطلسي من الساحل الغربي لأفريقيا. يُعد الشريط الساحلي للمدينة فارغًا، باستثناء مرسى نواكشوط وميناءها، الذي يسمح بحدوث فيضانات. يشمل الشريط الساحلي رمال متحركة وشواطىء رمليةوهناك أيضا مناطق رملية مُتحركة على مقربة من الميناءوتغطي الكثبان الرملية المدينة القادمة من الجهة والتي تُشكل مُشكلة يوميًا. هُناك جهود كبيرة لأنقاذ مناطق معينة.[20] أما المدينة فيغلب عليها الشكل المسطح.]

وتقع العاصمة في الجنوب الغربي لموريتانيا تعتبر أرضها سبخة وشديدة الملوحة، وهي بعيدة عن مصادر المياه العذبة كما لا يوجد جبال قريبة منها يمكن استخدام أحجارها في البناء، أماالساحل فهو غير مناسب كثيرًا ليكون ميناء طبيعي، فقد كان ضحلا يصلح للصيد.

لكن المدينة تعاني من خطر الغرق، لأن أغلب أحيائها تقع تحت مستوى مياه المحيط الأطلسي. ومن المفارقات أن أحياءها الشرقية والشمالية الشرقية تواجه خطرًا بيئيا مُغايرا، وهو الرمال الزاحفة التي لم تفلح محاولات الحكومة في وقفها، أو وضع حد لتقدمها السريع نحو المباني والمنشآت السكنية

ويصل عدد سكان العاصمة حسب آخر الاحصاءات 950 الف نسمة